تعمل النظم الإيكولوجية، المؤلفة من المياه والأرض والتنوع البيولوجي، بشكل متناغم لتوفير السلع والخدمات الضرورية للحياة وسبل العيش. إن سلامة النظم البيئية ومكوناتها أمران أساسيان لعملها ولدوراتها الإنتاجية المستدامة مثل الدورات البيولوجية والهيدرولوجية والمغذِّية. وفي غرب آسيا، تتمتع هذه الديناميكيات بخصائص فريدة، حيث أن الطبيعة القاحلة وشبه القاحلة في المنطقة وأجسامها المائية المغلقة تجعلها تستضيف أنواعًا متنوعة ورائعة تتكيف مع المناظر الطبيعية الفريدة للمنطقة، كما تم تطوير ترتيبات الحكم التقليدية للحفاظ عليها عبر التاريخ. ومع ذلك، فقد أدت التغيرات السريعة على المستوى العالمي والإقليمي إلى الاستغلال العشوائي والمفرط للموارد الطبيعية، مما كان له عواقب مختلفة على الأداء العام للمنطقة ومكوناتها الإيكولوجية والكيميائية والجيولوجية. وفي منطقة غرب آسيا، جاء ذلك نتيجة لصناعة النفط واستكشافه، وعدم كفاية الأحكام المتعلقة بالنمو السكاني السريع، وتآكل هياكل الحكم التقليدية والهجرة وأنماط الاستهلاك غير المستدامة. وقد أدت العواقب إلى استنزاف الموارد بشكل كبير، ونقص المياه، وإهمال الأراضي الخصبة، والتنوع البيولوجي المهدّد. هذه التحديات موجودة في جميع أنحاء العالم ولكنها تقدم نفسها بشكل فريد في منطقة غرب آسيا، وبالتالي فهي تتطلب نُهج مصممة ومراعية.
ويضطلع مكتب الأمم المتحدة للبيئة في غرب آسيا، من خلال برنامج فرعي لإدارة النظم الإيكولوجية بدور محفز، يضع الأنظمة الإيكولوجية في صميم عملية صنع القرار والتخطيط. وهذا لضمان أن يكون استخدام المنطقة لمواردها منصفاً وينظر في الفوائد ونقاط الضعف المستمدة من البيئة الطبيعية على حد سواء. وهذا البرنامج الفرعي يفعل ذلك من خلال التأكيد على القضايا ذات الأولوية في المنطقة، وتيسير السياسات ذات الصلة، ومواءمة البلدان مع الجهود الدولية، وتوجيه التمويل نحو ضمان الرفاه في المستقبل، وإبراز النهج المتكافئة والمربحة على حد سواء. وفي جميع هذه الوظائف، يعد اتباع نهج متكامل لإدارة النظم الإيكولوجية عنصرا حاسما لتحقيق نتائج متسقة. وتُعد مشاركة أصحاب المصلحة والتعاون عبر القطاعات أمراً محوريًا في هذا النهج، حيث تهدف إلى تمثيل اهتمامات متنوعة على المستويات العالمية والإقليمية والمحلية. إن تحديات المنطقة أصبحت أكثر تعقيدا بسبب الظروف السياسية والاقتصادية الخطيرة في المنطقة، ومع ذلك ، فإن هذه الأزمات الإنسانية هي التي كشفت عن إلحاح ومدى التدهور وآثاره على رفاهية سكان المنطقة. وحيثما تكون سبل العيش والأمن هشة، فإن الجمع بين الحلول الإنسانية والبيئية يعد أمرا حاسما أيضا. وبهذه القيم، يسعى البرنامج الفرعي لإدارة النظم الإيكولوجية في مكتب الأمم المتحدة للبيئة في غرب آسيا إلى توفير نظم إيكولوجية تتسم بالمرونة والاتساق والاستدامة.